منتديات هبوب الجنوب - عرض مشاركة واحدة - (أحلام ) قصة رائعة * كاملة/ بقلم/ رشا الصغير
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-03-2014   #27


الصورة الرمزية سلطان الشوق

 
 عضويتي » 3309
 جيت فيذا » Mar 2014
 آخر حضور » 24-07-2021 (01:00 AM)
آبدآعاتي » 96
 حاليآ في »
دولتى الحبيبه »
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » سلطان الشوق is on a distinguished road
اشجع shabab
مَزآجِي  »
 

سلطان الشوق غير متواجد حالياً

افتراضي رد: (أحلام ) قصة رائعة * كاملة/ بقلم/ رشا الصغير



(26)
أنت عمرى


عدت إلى البيت وأنا أطير من السعادة .. تحلق حولى فراشات ملونة وترفرف فوقى طيور وردية وهى تغرد أغنية الحب الأبدية

قابلت مى ملاكى الجميل على الباب .. رفعتها بيدى وأخذت أدور بها فى كل البيت وأنا أشعر بأنى فى خفة ريشة طاووس ملونة يداعبها النسيم

يا له من إحساس رائع .. أين غاب عنى كل تلك السنوات .. لم حُرمت الشعور به طيلة العمر الذى تركته خلفى ولن يعود .. ولم أشعر بالخوف من أن يضيع منى فى الغد؟ .. يا له من عذاب لذيذ .. يا لها من سعادة مؤلمة .. مزيج عجيب لن تصدقه حتى تتذوقه بنفسك

(ابتديت دلوقتى بس أحب عمرى .. ابتديت دلوقتى أخاف للعمر يجرى)

نعم أخاف الزمن .. أخشى أن يتسرب العمر من بين يدى كحبات الرمال .. أتوسل إلى عقارب الساعة أن تبطىء قليلا .. وأرجو أوراق التقويم ألا تتسابق فى الذهاب إلى حيث لا عودة حاملة معها أيام عمرى


أرجوكم اتركونى أهنأ قليلا بتلك السعادة التى عرفت عنوان قلبى أخيرا


جلست على المقعد وأنا شاردة أسبح فى بحر أحلامى ولا أريد العودة إلى شاطىء الواقع .. لا أدرى كم بقيت فى هذا الوضع كالتمثال حتى أفقت أخيرا وانتبهت لأمى الجالسة بجوارى صامتة وحزينة جدا

عجبا .. لم تكن تلك حالتها فى الصباح .. فهى منذ أمس وهى تكاد تطير من السعادة .. ما الذى حدث يا ترى؟ .. ووجدتنى أسألها

- مالك يا ماما؟

أجابتنى بعد لحظة صمت وهى تتحاشى النظر إلى وجهى
- مفيش يا بنتى .. انتِ عاملة إيه .. شايفاكِ مبسوطة


قلت بسعادة وأنا أضم يدى إلى قلبى
- أوى يا ماما

حاولت أن تدارى دمعة هربت من عينها قبل أن أراها .. انتابنى القلق وأنا أقول لها
- فيه إيه بس يا ماما؟


مسحت دموعها وهى تقول
- أبدا يا بنتى .. أصل ..
- أصل إيه؟


قالت لى بحزن
- أنا عارفة انكِ كنتِ فرحانة بيه .. بس هنعمل إيه يا بنتى .. نصيبك كده


سألتها بدهشة
- هو مين ده اللى فرحت بيه؟!
- العريس


عادت لى الذاكرة وأنا أقول
- آه .. ماله يعنى


قالت بحروف مرتبكة
- يعنى .. أصل ... هو


قلت بنفاذ صبر
- فيه إيه يا ماما .. ماله البيه .. عمل حادثة
- لأ
- اعتقلوه عشان ضرب تلميذ
- لأ
- مات م الفرحة لما شافنى ومصدقش نفسه
- لأ
- أمال إيه بس؟


قالت لى وهى تكاد تفر من أمامى
- هو يعنى .. بيقول مفيش نصيب


هتفت باستنكار
- إيه؟!!

قالت لى بتردد
- أصل يا بنتى .. هو يعنى .. عاوز واحدة .. أ أ

قلت بحنق
- واحدة إيه يا ماما .. أحلى منى
- لأ
- أغنى منى
- لأ
- أحسن منى
- لأ
- أمال إيه
- أ أصغر منك


نظرت لها للحظات فى عدم استيعاب .. رغم كونى أنا من أردته أن يذهب عنى بلا عودة .. لكن إحساس الرفض من قبل ذلك الكائن لى يشعرنى بالغيظ .. أنا من رفضته أولا .. وربما من قبل أن أراه .. كيف يسمح لنفسه أن يظن أنه هو من رفضنى ويقول ذلك مباشرة لأمى ويتسبب لها فى كل هذا الألم والانكسار .. وربما صور له خياله المريض أننى الآن أبكى ندما وأعض فى أطراف السجاد وأرطم رأسى بجدران البيت حزنا عليه .. من تظن نفسك أيها البائس


لا بد أن أفكارى انعكست على ملامحى والتى بدت لأمى كرد فعل على حزنى من ضياع عريس الأحلام هذا من بين يدى .. قلت لها فى سرعة
- وأنتِ فاكرة إنى زعلت عليه يا ماما
- أمال إيه؟
- أبدا ده أنا ما صدقت أنه يبعد عننا .. بصراحة معجبنيش خالص .. بس خفت على زعلك انتِ
- بجد يا أحلام
- أيوة
- أمال كنتِ مبسوطة أوى وانتِ داخلة من الباب من شوية
- وتفتكرى هو ده ممكن يفرح فرخة حتى .. الله يسامحك يا ماما
- وإيه بقى اللى فرحك
- أ أ عادى يا ماما هو لازم واحد يعنى هو اللى يفرحنى .. أنا فرحانة لوحدى

هزت رأسها ورمتنى بنظرة متشككة قبل أن أغادرها إلى حجرتى

استلقيت على فراشى وأنا لا أصدق أن هذا الكابوس انزاح عن رأسى .. لا مكان سوى للأحلام الوردية فقط .. هل ستفرح يا خالد عندما أخبرك أننى رفضت العريس .. بالطبع أنا من رفضه .. لا يمكنكم إنكار ذلك أبدا

ترى ماذا سيفعل وقتها .. هل ستحل عقدة لسانه ويخبرنى بمكنون قلبه .. لا أدرى كيف سأتحمل ما سيقوله لى وقتها دون أن أنهار من السعادة .. لابد أنه سيضطر إلى طلب الإسعاف حينها

وعدت أحملق فى السقف وشعور بالخدر يسرى فى أعصابى

( يا أغلى من حياتى .. ليه ما قابلنيش هواك يا حبيبى بدرى)

لا يهم .. المهم أنه قد قابلنى أخيرا .. وربما ما زالت هناك محطة أخيرة للقطار فى انتظارى




رد مع اقتباس