منتديات هبوب الجنوب - عرض مشاركة واحدة - (أحلام ) قصة رائعة * كاملة/ بقلم/ رشا الصغير
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-03-2014   #25


الصورة الرمزية سلطان الشوق

 
 عضويتي » 3309
 جيت فيذا » Mar 2014
 آخر حضور » 24-07-2021 (01:00 AM)
آبدآعاتي » 96
 حاليآ في »
دولتى الحبيبه »
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » سلطان الشوق is on a distinguished road
اشجع shabab
مَزآجِي  »
 

سلطان الشوق غير متواجد حالياً

افتراضي رد: (أحلام ) قصة رائعة * كاملة/ بقلم/ رشا الصغير



24)
من هذا؟



لا .. ليس الأمر بهذا السوء .. لا يبدو مرعبا .. ولا يثير مظهره السخرية .. ولا تتنافر ألوان ملابسه بصورة مقززة .. يبدو عاديا .. عاديا جدا .. رجل تقابله يوميا فى الطريق ولا يثير انتباهك أبدا .. رجل آخر ليس خالد .. فقد اقتنعت تماما أن كل من بقى من بنى جنسه لا يقارنون به .. إنهم نسخ باهتة منه .. وأنا لا يمكننى العيش مع نسخة باهتة



أخذت أقارن بينه وبين خالد .. إنه لا يجلس مثل خالد .. لا يتكلم مثل خالد .. تلك الابتسامة الزائفة لا تشرق من شفتى خالد .. تلك النظرة الخاوية لا تنبعث من عينى خالد .. هذا الرجل ليس بخالد .. فكيف يمكننى العيش معه؟!



وأخذت قرارى الصادم وأخفيته فى أعماق نفسى وأنا أدعو الله أن يعيننى على توابعه المدمرة وأتمنى ألا يصل الأمر لإيداعهم لى إحدى مصحات الأمراض العقــ ... احم النفسية



انتبهت فجأة على صوت غريب وهو ينطق اسمى .. نظرت نحوه بعدائية .. حتى اسمى لم يعجبنى حين نطقه هو .. خالد لا ينطق اسمى هكذا أبدا .. يا لك من تعس كونك لست خالد يا .... يا من لا أعرف اسمك بعد .. منحنى ابتسامة صفراء .. هذا ليس لونها إنما لون أسنانه البائسة التى لا تقارن بأسنان خالد اللامعة .. تبادلنا جملتين أو ثلاثة كنت أتعمد أن يكون ردى مختصرا وغير ودود بالمرة .. انشغل من حولنا بأحاديث جانبية تاركين لنا فرصة الحديث معا



أشعر بثقل يهوى على قلبى كلما اضطررت للرد على أسئلته السخيفة .. يبدو كما لو كان يجرى امتحان لإحدى تلميذاته .. نسيت أن أقول لكم أنه مدرس .. وكم أمقت المدرسين – أقصد منهم هؤلاء الذين يظنون مهمتم الوحيدة فى الحياة هى أن يحيلوا حياة تلاميذهم إلى جحيم - لهم معى ذكريات غير سعيدة بالمرة .. لاشك أنه سيجلب عصاه الخشبية إلى البيت ليضربنى بها على أطراف أصابعى إذا ما أخطأت فى شىء .. وربما سيجعلنى أرفع ذراعى عاليا وأنا أواجه الجدار إذا ما قمت بمخالفة أوامره .. ارتعدت فرائصى للفكرة وصممت على ألا أترك له فرصة واحدة ليقبل بى ويضعنى فى مأزق لا يمكننى الهرب منه



وقد جاءت تلك الفرصة أخيرا



- وهو انتِ عندك كام سنة يا أحلام؟
قلت بلا تردد
- 31 سنة



صحيح أنه يفصلنى عنها ما يزيد عن ستة أشهر والأولى بنا ألا نضيف تلك السنة قبل إتمامها .. هذا إذا أضفناها أصلا .. ناهيك على أن تلك الثلاثين لا محل لها من الإعراب ونظرية 29 ونصف تفى بالغرض تماما .. لكن من قال أننى أريد التجمل الآن .. لقد قذفت بها فى وجهه دون أن يطرف لى جفن وقد تسببت فى أن يغص بكأس العصير وأن يسعل مرات عدة حتى تحول وجهه لحبة طماطم ناضجة .. والجميع يلتفون حوله من يعطيه شربة ماء .. ومن يعطيه لكمة فى ظهره على سبيل المساعدة .. وهو ينظر لى بعينين دامعتين من أثر السعال أو علها من أثر تلك الــ 31 التى قذفتها فى وجهه



لحظات عذابه أشفتنى من كل أشباح الماضى التى طاردتنى طيلة سنوات الدراسة .. وهى الآن تتمثل فى هذا الجالس أمامى .. لا ينقصنى سوى عصا غليظة أذيقه بها طعم الألم الذى يسقيه للتلاميذ الأبرياء



انتهت نوبة الاحتضار هذه للأسف .. وعاد كل إلى مكانه .. وجلس هو منكس الرأس ينظر لى خلسه من وقت لآخر ثم ما يلبث أن يهرب بعينيه بعيدا عن ملامحى التى تنذر بالويل .. ثم استأذن بعدها ورحل بخطوات مرتبكة وهو لا يصدق كونه نجا بنفسه



لا أظنه سيعاود الكرة ثانية



وداعا يا أستاذ




رد مع اقتباس