منتديات هبوب الجنوب - عرض مشاركة واحدة

#1 20-04-2019

نمر في الطريق نفسها مرتين .....مرة في الذهاب وأخري في الإياب

في الذهاب يسكننا الشوق الغامر ......وفي الإياب نكون في حالة ارتواء

أتذكر في طفولتنا ....نذهب إلى المدرسة صباحا شوقا لشيء جديد نتعلمه

وفي العودة إلى البيت نكون في شوق إلى أهلينا

الطريق من والى المدرسة ليس له معني .....وإنما يكمن معناه في المشاعر

التي تجتاحنا ونحن نقطعه .....والسبب في قطع هذا الطريق دون غيره

ومن الذي سنقابله في نهاية هذا الطريق....وقد يكون الطريق نفسه أجمل من الهدف

الذي نسعى إليه من خلال هذا الطريق

نعم طبيعة المشاعر هي التي....تسكننا ونحن ذاهبون وقادمون في نفس الطريق

هي ما تُحدد أن كان الطريق سعيدا أو حزينا .....جميلا أو كئيبا ....مضيئا أم مظلما

حتى الطريق المظلم يصبح مضيئا ان نحن قطعناه مغمورين بالسعادة ومسكنون بالفرح

وطريق المضيء يصبح مظلما حين نجتازه ونحن مسكنون بالكآبة والحزن

الطريق بحد ذاته لا يتغير .....انه محايد ....ثابت .....ونحن من يتغير لا هو

ونحن من نمنحه الإحساس......الذي ينتابنا لحظة عبورنا ومررونا

ذاكرة الجميع منا محملة بأسماء ومواقع .....وعندما نمر في نفس الطريق نتذكر

ما شدنا إليه وأحببناه من خلاله .....قد نجتازه ونحن مسكنون بالحياد أو بالشوق

في أعماقنا دروب وطرق.....نعبر من خلالها إلى القلوب ونحن نمشى الهوينا

نتأمل تفاصيل مشاعرنا ......ونتفحص مكنونات ذواتنا ....ونشرب قطرات وجدنا

دربنا إلى القلب طويل .....نزرعه نحن بالورود والأزهار ...نسقيه بدمائنا

تشب على جانبية الأشجار .....ويتفيأ القلب بظلال تلك الأشجار ....وعندما نبلغ لتلك النقطة

نفقد الرغبة بالعودة .....ونفقد القدرة على الإياب

طريق العودة في الحب ......أصعب وأطول وأكثر مشقة وآلم.

بقلمي...........ابن الجبل

الموضوع الأصلي: بين الذهاب والآياب || الكاتب: ابن الجبل || المصدر: منتديات هبوب الجنوب

www.h-aljnoop.com

كلمات البحث

النايفة ,ملكة الأحساس ,عروبة وطن ,الصولجان معجبون بهذا