منتديات هبوب الجنوب - عرض مشاركة واحدة - لَذَّةُ الْعَطَاء
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 24-04-2022

الوافي غير متواجد حالياً
SMS ~ [ + ]
يقولون من يرفع راسه فوق تنكسر رقبته
وأنا أبي أرفع رآسي فوق وأشوف منهو كفو يكسرهـ
تراني أنتظركـ ..
اوسمتي
وسام وسام 
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل : Mar 2009
 فترة الأقامة : 5554 يوم
 أخر زيارة : منذ 10 ساعات (11:09 AM)
 الإقامة : بين الماضي والحاضر
 المشاركات : 55,763 [ + ]
 التقييم : 87581
 معدل التقييم : الوافي has a reputation beyond reputeالوافي has a reputation beyond reputeالوافي has a reputation beyond reputeالوافي has a reputation beyond reputeالوافي has a reputation beyond reputeالوافي has a reputation beyond reputeالوافي has a reputation beyond reputeالوافي has a reputation beyond reputeالوافي has a reputation beyond reputeالوافي has a reputation beyond reputeالوافي has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي لَذَّةُ الْعَطَاء



هل جرّبت يومًا أن تمنح أحدهم شيئًا يُسعده ويُدهشه فيتعجّب منك كيف لك أن تمنحه له؟،
شيئًا قيّمًا وغاليًا لديك، معطفًا قد تكون زهدتُ فيه وتوقفت عن ارتدائه وأنتَ ذاهب للعمل، أو حذاء ثمين قلّ استخدامك له وما عُدت ترتديه وأنتَ في طريقك للجامعة، قميص جديد لم يمسّه جسدك، رداء فاخر لم ترتدينه قطّ، أو ثوب مخمليّ تُحبّينه لكنّكِ طلبتِ رضا الله ونظرته في هذا الموطن، موطن العطاء بلا خوف، المنح الكريم الحاتميّ، الإيثار، الصّدقة الأنيقة الّتي تُطفئ غضب الرّب، هل جرّبت هذا؟ هل ذُقت لذّة العطاء؟ تُري كيف سيكون شعورك عندما تتغلّب على نزعة الـ"أنا" الّتي تتملّكك؟ لا ريب أنّه شعور رائع، أن تُنفق وتبذل مما تحب لأجل نظرة رضا ممن تحب.
نمرّ في حياتنا بنفوس أنهكتها الحاجة، ونهش الفقر من لحمها نهشًا حتّى باتت تسير في الطرقات كأخيلة باهتة لولا مقلتاها المتذبذبتان ما أدركنا أنّها على قيد الحياة، أحذية مهترئة، ثياب بُليت لكنّهم يلملمونها في وجل، شباب يدرسون في الجامعات ولا يملكون سعر المواصلات للجامعة، فيمضون سيرًا كلّ يوم في طريق طويل حتّى تذوب أصابعهم في أحذيتهم ويفقدون الشّعور بالمكان والزّمان وهم لا يعلمون هل هذا بسبب قلّة الطعام أم إرهاق السّير الطويل!، ورجال أحنت السّنون ظهورهم وهم يحاولون سدّ أفواه أبنائهم وبالكاد يُكملون الشّهر على فتات خبز وأكواب من الشّاي غير المُحلّى، وأمّهات كفوفهن لا تنخفض إلّا لكفكفة الدّموع فليس لهنّ إلّا الدعاء، هذه تُخيط الملابس، وتلك تنظّف الخضراوات، يقف الموظف الأنيق أمام بائع الفواكه ويسأل عن سعر الفاكهة ويجادل طويلًا معه كما يُجادل مع بائعة الخضراوات، وهو نفسه يدخل المقهى الأنيق ليبتاع منه كوبًا من القهوة سيئة المذاق بمبلغ قد يُطعم البائعة وصغارها ليومين، لكنّه لا يجرؤ على الفصال، فهذا مقهى، أم هناك على الإفريز، وحيث تربض تلك المرأة وأمامها أكوام من سلعتها البسيطة فيعلو صوته ويجادل، ولا يمنحها إلّا ما ترضاه نفسه، ويعود منتشيًا وكأنّه فاز في معركة عظيمة.
مرّ عُمر بن عبيد بن معمر بشاب يأكل عند حائط (أي بستان) في المدينة المنوّرة، و بين يديه كلب، فكان كلما أكل لقمة طرح للكلب لقمة!
فسأله: أهذا الكلب كلبك؟
قال: لا.
قال عُمر: فلماذا تُطعمه مثلما تأكل؟
قال: إني أستحي من ذي عينين ينظر إليّ أن أستفرد بالطعام دونه.
قال عُمر: أحُرّ أنت أم عبد؟
قال: أنا عبدٌ لبعض بني عاصم.
فأتى عمر ناديهم فاشترى هذا العبد و اشترى الحائط (أي البستان)،
ثم جاءه فقال: هل شعرت أن الله قد أعتقك؟
قال: الحمد لله وحده، ولمن أعتقني بعده.
قال عُمر: وهذا الحائط لك.
قال: أشهد الله أنه وقف لفقراء المدينة.
قال عُمر: ويحك!، أتفعل هذا مع حاجتك وفقرك؟
فقال الشّاب: إني أستحي من الله أن يجود لي بشيء فأبخل عليه!
كان هذا حال عبد لا يملك شيئًا من الدّنيا، لكنّه يعرف ما هي لذّة العطاء، لقد ذاقها بالفعل، فكيف حالنا ونحن غارقين في بحار من النّعم؟

بقلم/ حنان لاشين
مما قرأت فأعجبني فأحببت نقله

الموضوع الأصلي: لَذَّةُ الْعَطَاء || الكاتب: الوافي || المصدر: منتديات هبوب الجنوب

كلمات البحث

برامج | سيارات | هاكات | استايلات | أكواد | الوان مجموعات | برمجه | منتديات عامه | العاب





 توقيع : الوافي




رد مع اقتباس