الكل يموت ولا يبقى سوى ذو العزة والجبروت
وعظ اعرابي ابنه فقال
اي بني
انه من خاف الموت بادر الفوت
ومن لم يكبح نفسه عن الشهوات اسرت به الى التبعات
والجنة والنار امامك
عجبا لذاكر الموت كيف يلهو
عجبا لخائف الفوت كيف يسهو
عجبا لمتيقن حلول البلى ثم يزهو واذا ذكرت له الاخرة مر يلهو
يا ابن ادم كم رايت مغرورا قبلك؟
كم شاهدت منقولا مثلك؟
من ابادَ اقرانك؟
من اهلك اهلك؟
اين من كان في روح وسعة نقل الى مكان ما وسعه؟
اين من كان يخاف لباسه ما هو الان لباسه؟
اين من كان على نساءه شديد الغيرة اما رحل عنهن فاخترن غيره
اين من كان يبيت امنا في سربه اما قيل للموت خذه وسربه
اما عاقبة اللالفة فرقة
اما اخر الجرعات شرقة اما ختام الفرح قلق وحرقه
الم تسمع الاصوات
هل سمعتَ سوى فلان مات اطلق بصرك في الفلوات
هل ترى الا القبور الدارسات
استيقظ يا ابن ادم
ما هي الا لحظات واذا بهم يقولون عنك فلان مات
يا شدة الوجل عند حضور الاجل
يا حسره الفوت عند حضور الموت يا خجل العاصي
يا اسف المُقصرين
استلب زمانك يا مسلوب غلب الهوى يا مغلوب
حاسب نفسك فالعمر محسوب امح قبيحك فالقبيح مكتوب
عجبا لنائم وهو مطلوب
عجبا لضاحك وعليه ذنوب الكل يموت
يموت كل امير و وزير
يموت كل عزيز وحقير
يموت كل غنيٍ وفقير الكل يموت
يموت كل زاهد وعابد
يموت كل مقر وجاحد يموت كل صحيح وسقيم
يموت كل مريض وسليم
الكل يموت ولا يبقى سوى ذو العزة والجبروت
|