منتديات هبوب الجنوب - عرض مشاركة واحدة - الصحابة الكرام في سطور من نور..
عرض مشاركة واحدة
قديم 17-07-2019   #18


الشكوى لله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4650
 تاريخ التسجيل :  Jul 2019
 أخر زيارة : 09-09-2020 (10:10 AM)
 المشاركات : 9,828 [ + ]
 التقييم :  39750
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



الحلقة (18) سعيد بن زيد

أحَبَّ اللهُ سعيدًا، فقدَّر له أن يتربَّى تحت كنفِ أبٍ عاش على دين إبراهيم؛ يوحِّد اللهَ، ويُنكرُ على قريش عبادةَ الأصنام والذبحَ لغير الله، فنشأ سعيدٌ بقلبٍ مهيَّأ للإيمان، فما إن سمعَ بدعوة محمد صلى الله عليه وسلَّم حتى بادرَ إليه مُعلنًا إسلامَه بين يديه وسِنُّه لم تُجاوز العشرين بعد.
إنَّه الفتى المقدام سعيد بن زيد الذي وُلد بمكَّة سنَة اثنتين وعشرين قبل الهجرة. عُرِفَ بنقاء سريرتِه، ورقَّة طَبعه، وكرمِ نفسِه، وحُسْن تواضعِه.
كان سعيدٌ حَييًّا، تفوحُ نفسُه الليِّنة بعطرِ القِيَم، وأريج المبادئ.. تلكُم المبادئ المشرقة التي نسجتْ خيوطَها السَّنِيَّة شمسُ الإسلام الدافئة.
شهد جميع الغزوات مع رسول الله صلى الله عليه وسلَّم إلا غزوة بدر؛ إذ أرسله رسولُ الله في مهمَّة هو وطلحة بن عبيد الله.
بَشَّرَهُ رسولُ الله بالجنَّة، ونالَ شرف المشاركة، وتذوَّقَ النَّصر على الفًرس والرُّوم فشهد معركة اليرموك، وفَتح دمشق..
ومِن مواقفه الرائعة أنَّ أبا عُبيدة بن الجرَّاح ولَّاهُ دمشق، ولكنّ سعيدًا آثرَ خوضَ الحروب على تولِّي المناصب. فاعتذرَ إلى أبي عُبيدة، فقبلَ أبو عُبيدة اعتذارَه.
وهكذا أمضى سعيدُ بن زيد حياته مجاهدًا في سبيل الله، وداعيةً إلى الإسلام.. حتى توفَّاه اللهُ بالعقيق سنة خمسين للهجرة... رضي الله عن سعيد وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيرَ الجزاء.

يتبع..