26-02-2019
|
|
|
|
|
سكبت له عيني وقلبي ليشربا
..
الشّاعر بدوي الجبل
وسيماً من الأطفال لولاه لم أخف
على الشّيب أن أنأى و أن أتغربا
تودّ النّجوم الزّهر لو أنّها دمىً
ليختار منها المترفات ويلعبا
وعندي كنوز ٌ من حنان ورحمةٍ
نعيمي أن يغرى بهنّ وينهبا
يجور وبعض الجور حلوٌ محبّب
ولم أرَ قبل الطّفل ظلماً محبّبا
ويغضب أحياناً ويرضى وحسبنا
من الصّفو أن يرضى علينا ويغضبا
و إن ناله سقم تمنّيت أنّني
فداءً له كنت السّقيم المعذّبا
ويوجز فيما يشتهي وكأنّه
بإيجازه دلاً أعاد و أسهبا
يزفّ لنا الأعياد عيداً إذا خطا
وعيداً إذا ناغى وعيداً إذا حبا
كزغب القطا لو أنّه راح صادياً
سكبت له عيني وقلبي ليشربا
وأوثر أن يروى ويشبع ناعماً
وأظمأ في النّعمى عليه وأسغبا
ينام على أشواق قلبي بمهده
حريراً من الوشي اليماني مذهبا
وأسدل أجفاني غطاء يُظلّه
ويا ليتها كانت أحنّ وأحدبا
وحمّلني أن أقبل الضّيم صابراً
وأرغب تحناناً عليه وأرهبا
وتخفق في قلبي قلوب عديدة
لقد كان شِعباً واحداً فتشعّبا
ويا رب من أجل الطّفولة وحدها
أفض بركات السلم شرقاً ومغربا
وصن ضحكة الأطفال يارب إنّها
إذا غرّدت في موحش الرّمل أعشبا
ويا رب حبّب كلّ طفل فلا يرى
وإن لج في الإعنات وجهاً مقطبا
وهيّء له في كلّ قلبٍ صبابةً
وفي كلّ لقيا مرحباً ثمّ مرحبا
..
آخر تعديل زهرة ايلول يوم
26-02-2019 في 10:28 PM.
|
|