ماذا لو فرّج الله همّك ؟؟
ماذا لو فرّج الله همّك ؟؟ ~~~~~~~~~~~~~~~~~~ لطائفُ اللهِ و إن طالَ المدى = كلمحةِ الطَّرفِ إذا الطَّرفُ سجى كم فَرَجٍ بَعْدَ إياسٍ قد أتى = و كمْ سرورٍ قد أتى بَعْد الأسى خَلقَ اللهُ الناسَ و اقتضتْ حكمته أن يبتليهم . و هذا الأمر قدّره الله عز و جل في سورة الإنسان { إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ } و الناس يتفاوت صبرهم على بلواهم و مصائبهم .. عجيبٌ أمرُهُ ذلك المُبتلى ! كانت حياته عادية ، يمشي فيها يطلب رِزقه .. و يجري كثيراً خلف شهواته .. أغرته الحياة ، و أغراه تقلّبه في النِعم . ثم يشاء الله - و هو الحكيم – أن يُريَ هذا الإنسان حالاً أخرى و أن ينبهه من غفلته .. فيبتليه الله و تحلُّ بعبده مصائبٌ بعلمه و مشيئته سبحانه . فأصبحَ العبدُ في حالٍ آخر .. يدعو الله ليلَ نهار أن يكشف الغُمــّـة و أن يُنير الظـُــلمة . ذلَّ و خَــضــَعَ لخالقه انكسرَ عند بابهِ - سبحانه - ، و انطرح بين يديه لا ينتظرُ وقت إجابةَ الدعوات حتى يدعو .. بل كان دعاؤه في كل الأوقات ، في الاجتماع و أوقات الخلوات . كم طالت سجدتـــُـه و سالتْ عبرتــُـه و هو يدعو الله كم ليلٍ سهره و فرحةٍ فقدَها و هو يتقلّب في ساعات هذا الابتلاء إنها أيّامٌ عصيبة و أوقاتٌ مريرة فالقلبُ يكاد يُخلعْ ، و النفسُ تجزعْ . و مع هلعه يعطيه الله صبراً و يقينا ، و يُنزلُ عليه السكينة فيرى الحقَّ مبينا يُعللُ نفسه بــ ( لعلّ و عسى ) عسى فرَجٌ يكونُ عسى = نعلل النفسَ بعسى فلا تجزع إن حُمّلتَ = هَمّاً يقطع النفسا فأقربُ ما يكونُ المرءُ = مِن فرَجٍ إذا يئسا و قبل هذا يستحضرُ آياتِ النصرْ ، و البشائر بعد الصبرْ { إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا } { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ } { سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا } و يظل يتذكر حديثَ الرسول عليه الصلاة و السلام [ و ما أُعطي عبدٌ عطاءً أوسعُ من الصبر ] تمرُّ به الأيامُ و هو يقول " عسى فـَـرَجٌ يكون عسى " فحيناً يصبر و حيناً يتصبّر . يعيشُ المُبتلى ساعاتِ الابتلاء و كأنها دهور !! طويلٌ ليلكَ أيها المُبتلى .. و كئيبٌ هو نهاركَ أيها المُبتلى . كان للسعادةِ عنده طعمٌ لكنه فقده .. و كان له للفرَحِ طريقٌ لكنه ما وجده .. عاش هذا المُبتلى سنواتٍ و هو في بلائه و محنته . يدعو الله و لا يفترُ لسانهِ عن الدعاء ، و لا تتعب مقلتيه من البكاء . و كل يومٍ يقول : هي الأيامُ و الغِيرُ = و أمرُ الله يُنتظرُ أتيأسُ أن ترى فرَجاً = فأينَ الله و القَدَرُ و كل لحظةٍ و هو يتفاءل ما بينِ غمضةِ عَيْنٍ و انتباهتها = يُغيّرُ اللهُ من حالٍ إلى حالِ و يمضي يومٌ و يعقبه آخر ، و تمضي الشهور ثم السنوات و هو لا يَكلُّ و لا يَملُّ من التضرع و الدعاء و نفسه لا تعرف اليأس و الجَزعْ . ثم يشاء الله سبحانه و تقتضي حكمته أن تنقشع الغمامةَ السوداء ، و تنير الليالي الظلماء و يأذنَ الله بالفرَج . فتتنزلُ عليه رحمة الله و يُذهبُ الله عناء سنينَ ذاقَ فيها المــُـرَّ بكل أنواعه . فتبتهجُ نفسه و تقرُّ عينه . فماذا هو صانعٌ بعد سنين العناء ؟؟ و كيف يستقبلُ تلك النعمة ؟؟ أهو من الذين قال الله فيهم { وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } يونس أم من الذين قال الله فيهم { فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ } آل عمران سنواتٌ مضتْ و هو يدعو و يتضرّع .. أراد الله أن يذيقه طعْمَ المرارةِ ليُحسَّ بالحلاوة . فماذا أنت صانعٌ أيها المُبتلى ؟؟ تخيّل أنَّ الله فرّج همّك و نفّس كَربك .. تخيّل أن الرحمن الرحيم الذي وسعتْ رحمته السموات و الأرض ؛ قدّر و أذِنَ بالفرَج .. فماذا أنت صانع ؟؟ أتتوقف تضرعاتك ، و تمضي ؟؟ أم ستتحول تلك التضرعات إلى شُكرٍ و حَمْدٍ لخالق الأرضِ و السموات . و تلك الدموعُ المسكوبة من عينيكَ المُرهـَـقتين .. دموعُ الحزن و الرجاء .. هل ستتوقف ؟! أترى عيناك تفقدُ ماءها ؟؟ أم ستكون دموعُ خشيةٍ له و شُكرٍ و فَرَح ؟؟ أيها المُبتلى .. إن ابتلاكَ الله فهو رحيمٌ بكَ عالمٌ بحالك .. و إن رفَعَ الله البلاءَ فهو متفضّلٌ عليك متمنن . فاحذر أن تنسى فضْلَ الله و تنسى أياماً عِشتــَـها كاد الكبِدُ فيه يُفتُّ و العينُ تفقدُ نورها . و تذكّر قوله تعالى { وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ } سبأ و أخيراً اشتدي أزمةُ تنفرجي = قد آذنَ ليلُكِ بالبَلجِ |
مشكور اخي الوافي
جزاك الله خير ونفع بك |
جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك ولكـ وجعله فى ميزان حسناتك لا حرمنا من جميل ما تقدم لنا |
.
، جزاك الله خيراً و جعلهُ في ميزان حسناتك .. |
جزاك الله خيـر بارك الله في جهودك وأسال الله لك التوفيق دائما وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة وأن يثبت الله أجرك ونفعا الله وإياك بما تقدمه |
فرج الله همك وهمنا
بارك الله فيك على ما نشرت هنا |
جزاك الله خير لطرحك
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas