منتديات هبوب الجنوب

منتديات هبوب الجنوب (http://www.h-aljnoop.com/vb/index.php)
-   ۩۞۩ هبوب نفحات إيمـــانيــة ۩۞۩ (http://www.h-aljnoop.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   قلب المؤمن بين الخوف والرجاء (http://www.h-aljnoop.com/vb/showthread.php?t=46438)

نجوى الروح 17-01-2022 08:10 AM

قلب المؤمن بين الخوف والرجاء
 



http://auto.img.v4.skyrock.net/7881/...2_WRvwkw2g.gif

قلب المؤمن بين الخوف والرجاء

الحمد لله والصلاة والسلام
على رسول الله. وبعد:
فإن المؤمن يسير إلى ربه في هذه
الدنيا لينال ثواب الله ومرضاته ويفوز
بالجنة فيعبد الله حق عبادته في سائر
حياته حتى يلقاه غير مبدل ولا مفتون.
قال تعالى: (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين).

وهناك أعمال قلبية ومقامات إيمانية
تحدو العبد للعمل وتيسر سيره إلى
الله وتحثه على المجاهدة والرباط
في الطاعة. ومن أهمها مقام الرجاء
ومقام الخوف.
http://auto.img.v4.skyrock.net/7881/...2_WRvwkw2g.gif
والخوف من أجل أعمال القلوب قال تعالى:
(إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ
فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).
وقال تعالى: (وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ). وحقيقة
الخوف في قلب المؤمن أن ينزعج قلبه
ويضطرب من توقع عقوبة الله وغضبه
وانتقامه من ارتكاب محرم أو التفريط
في واجب أو الغفلة وأن يشفق من عدم
وأن يخاف أن يكون حاله حال أهل النار
واستقراره فيهم. والخوف سراج في
قلب المؤمن. وقال بعضهم:
(ما فارَق الخوفُ قلبًا إلا خَرِب).

إن الخوف من الله يحمل المؤمن على
الكف عن محارم الله وحدوده والحذر
الشديد من الوقوع في أسباب سخط الله
وغضب الله ولعنة الله فينزجر قلبه عما حرم
الله ويتقي بجوارحه من الوقوع في
الفواحش والآثام. فالخوف هو السبيل
والطريق الذي يمنع المؤمن من الشهوات
خشية الوقوع في العقوبة. قال تعالى:
(وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ ). وقال تعالى:
( إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا). فالخوف
المحمود شرعا هو الذي يحث على فعل
الصالحات وترك المحرمات أما إذا زاد عن
حده أفضى إلى اليأس والقنوط من رحمة الله.
http://auto.img.v4.skyrock.net/7881/...2_WRvwkw2g.gif
والرجاء أيضا عمل جليل قلبي. قال تعالى:
(إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا
فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ
اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
وحقيقة الرجاء في قلب المؤمن هو طمعه
في نيل رضا الله ومحبته وثوابه من نعيم الجنة
وطمعه في حال أهل الجنة ودخوله فيهم.

إن الرجاء في وعد الله وعطائه يحمل
المؤمن على الاستمرار قي فعل
الطاعات والمسابقة في الخيرات
والاجتهاد في استغلال الأوقات فيما
يعود عليه بالنفع في الآخرة. فقلبه
معلق بنعيم الله وما أعده للمتقين
في الآخرة وجوارحه مسخرة في الصالحات
فهو يطمع أشد الطمع بالفوز بالجنة
والرضا. فالرجاء هو السبيل والطريق
الذي يسوق المؤمن ويحدوه لفعل الصالحات.
http://auto.img.v4.skyrock.net/7881/...2_WRvwkw2g.gif
إن المؤمن ذو القلب الحي إذا قرأ
نصوص الوعيد والعذاب وأحوال الكفار
والمعاندين والفساق واتصافهم
بخزي الدنيا وعذاب الآخرة أصابه
القلق والذعر والخوف الشديد من
دخوله فيهم. وإذا قرأ نصوص الوعد
والرجاء والنعيم وأحوال الأنبياء
والمتقين واتصافهم بالذكر الحسن
في الدنيا والفلاح في الآخرة طار قلبه
فرحا واشتاق لبلوغ الجنة وسأل الله
أن يكون منهم. فالعلم بعظم العذاب
العقاب يوجب الخوف والعلم بسعة
الرحمة يوجب الرجاء ولهذا ثبت في صحيح
مسلم قوله صلى الله عليه وسلم:
(لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبةِ
ما طمع بجنته أحد، ولو يعلم الكافر ما عند الله
من الرحمة ما قنط من جنته أحد).

إن قلب المؤمن ينبغي أن يكون في
سيره إلى الله بين مقام الخوف ومقام
الرجاء حتى يكون متوازنا في عبادته
لا يغلب جانب على جانب فإن دعته
نفسه للمعصية تذكر الخوف وإن دعته
نفسه لترك العمل ذكرها بالرجاء.
قال تعالى في وصف المتقين:
(أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ
الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ).
وقال تعالى: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ ءانَاء ٱلَّيْلِ
سَـٰجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ ٱلآخِرَةَ وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبّه).
فالصالحون يسابقون في الخيرات
وهم يطمعون في رحمة الله
ويخافون عذاب الله. ولذلك قال ابن القيم:
(القلبُ في سَيره إلى الله عزّ وجلّ
بمنزلة الطائر فالمحبّة رأسه والخوف
والرجاء جناحاه). فالخوف والرجاء للمؤمن
بمنزلة الجناحين للطائر إذا فقد
أحدهما لم يستطع التحليق.
http://auto.img.v4.skyrock.net/7881/...2_WRvwkw2g.gif
والمؤمن ينبغي له أن يغلب جانب
الخوف وقت الصحة والغنى وإقبال
الشهوات و يغلب جانب الرجاء
وقت المرض و واليأس و الخروج
من الدنيا ويلاحظ ما يطرأ عليه
في حياته فليكن طبيب قلبه يغلب
الجانب الأصلح لحاله فإن رأى أن
نفسه متشوفة لارتكاب الشهوات
المحرمة غلب جانب الخوف فكفها
وزجرها عن ذلك وإن رأى أنه مستغرق
في الطاعة وأصابه الملل منها غلب
جانب الرجاء فحثها على ذلك. ومقياس
التوازن في قلب المؤمن أن تكون
جوارحه ممتثلة لفعل الفرائض
والكف عن فعل المحرمات والخلل
في ترك أحدهما.

إن سير قلب المؤمن بين الخوف
والرجاء هو سبيل الأنبياء والسلف
الصالح ومنهج أهل السنة الذين
يعبدون الله بالمحبة والخوف. قال تعالى:
(إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ
وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ).
أما الاقتصار في العبادة على مقام
الخوف أو الاقتصار على مقام الرجاء
أو مقام الحب يحدث خللا ظاهراً وانحرافاً
في السلوك وهو مسلك أهل البدع
المخالفين للسنة. قال مكحول:
(من عبد الله بالخوف وحده فهو
حروري، ومن عبده بالرجاء فهو مرجئي
ومن عبده بالمحبة فهو زنديق، ومن
عبده بالخوف والرجاء والمحبة فهو
موحد سني). فمن شاهد بقلبه محبة
الله فقط اجترأ على السيئات وانسلخ
من الدين. ومن شاهد بقلبه خوف الله
غلا في العبادة وقنط من رحمة الله
وضيق على نفسه وغيره. ومن شاهد
بقلبه معنى الرجاء ترك العمل بالكلية.
والعبادة بالمحبة مسلك الصوفية
والعبادة بالخوف مسلك الخوارج. .
http://auto.img.v4.skyrock.net/7881/...2_WRvwkw2g.gif
وليس من الفقه ذكر نصوص الرجاء
عند أهل الغفلة والمجون من دخول
الجنة لمن قال كلمة التوحيد وغير ذلك
مما يدل على سعة رحمة الله لأن
ذلك يجرئهم في باب المعاصي
والاتكال على رحمة الله فيدعو
العمل ويسوفوا التوبة فلسان
حالهم يقول ما دام أن الله رحيم
فافعل ما شئت. ولذلك نهى
الرسول معاذا إخبار الناس بفضل
التوحيد خشية أن يتكلوا ويتركوا
العمل. و نهى أهل العلم عن ذلك.

وليس من الفقه أيضا ذكر نصوص
الوعيد والعذاب لمن أقبل تائباً
من الذنوب العظام نادما متحسراً
من نار الذنوب لأن ذلك يفضي به
للوقوع في اليأس والقنوط
من رحمة الله وينقطع عن التوبة
والعمل كما في قصة الراهب
الذي يأس الرجل الذي قتل تسعاً
وتسعين نفسا ثم قتله. وكان
النبي صل الله عليه وسلم يرفق بالتائبين
ويبشرهم برحمة الله ويهون عليهم سبيل التوبة.
http://auto.img.v4.skyrock.net/7881/...2_WRvwkw2g.gif
ومن مسالك الناس الخاطئة في هذا
الباب أن بعض الناس يسرف على
نفسه بالمعاصي فإذا ذكر اتكأ على
رجاء الله وقال إن الله غفور رحيم ونسى
وتناسى الخوف من عذاب الله وأنه
سبحانه كذلك عذابه عذاب أليم.
وكذلك فعله ليس برجاء لأن تركه الواجبات
وإتباعه الشهوات وتمنيه على الله يعد
من الأمن من مكر الله فهو يخادع نفسه.
وفي المقابل من يشدد في الدين ويضيق
على المسلمين ويقع في اليأس والقنوط
فإن ذكر اتكأ على خوف الله ونسي وتناسى
سعة رحمة الله وعظيم ثوابه.

http://auto.img.v4.skyrock.net/7881/...2_WRvwkw2g.gif









كايد الجرح 17-01-2022 10:32 AM

رد: قلب المؤمن بين الخوف والرجاء
 
بارك الله فيك وفي طرحك

الوافي 17-01-2022 12:35 PM

رد: قلب المؤمن بين الخوف والرجاء
 
جزاكم الله خير الجزاء ونفع بك على الموضوع القيم
وجعله الله لكم في ميزان حسناتكم ..
وألبسك به لباس التقوى والغفران
وجعلكم ممن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله
وعمر الله قلبكم بالأيمان
دمتم و دام لنا عطائكم الطيب ..

العذوب 19-01-2022 01:38 AM

رد: قلب المؤمن بين الخوف والرجاء
 

https://gifmaniacos.es/wp-content/up...acos.es-11.gif


باااارك الله فيك وفي جلبك
وطرحك الطيب وجزاك الله عنا كل خير
وكتب لك اجر جهودك القيمه اشكرك
وسلمت الايااادي على رووعة جلبك وطرحك
لاتحرمينااا عطائك الراااقي دمتي وتحيتي لك
بانتظااار جديدك القااادم تقديري وكوني بخير


https://gifmaniacos.es/wp-content/up...acos.es-11.gif









































جوري 20-01-2022 06:59 PM

رد: قلب المؤمن بين الخوف والرجاء
 
موضوع قيم وذو فائده
بارك الله فيك

فتى الجنوب 23-01-2022 10:34 AM

رد: قلب المؤمن بين الخوف والرجاء
 
يعطيك العافيه على الطرح
المخملي والموضوع المثمر انتظر
القادم من طروحاتك بكل شوق

غرام الشوق 01-02-2022 11:32 PM

رد: قلب المؤمن بين الخوف والرجاء
 
جزاك المولى الجنه
وكتب الله لك اجر هذه الحروف
كجبل احد حسنات
وجعله المولى شاهداً لك لا عليك
لاعدمنا روعتك
ولك احترامي وتقديري


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas

تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant