منتديات هبوب الجنوب - صداقة بلا اصدقاء

تعارفنا ...أصبحنا مجموعات ....ثم زملاء .....وأمسينا أصدقاء

يعتقد كل إنسان منا بأن لديه كم من الأصدقاء ...يحيطون به من جميع الجهات ....ومع ذلك يشعر بالوحدة

ولا نجد لذاك الشعور تفسير ...بل ونستغربه على أنفسنا

أصبحنا نعيش في عالم به كم هائل من الأبواب .....كلها مفتوحة على مصراعيها ...وبعضها مشرع

نحمل أصدقاءنا معنا أينما ذهبنا ....وكيفما كنا .....بيننا خطوطا وشبكات موصولة ...نسافر معهم بل نسافر بهم

فهم في جهاز الحاسوب ....وعلى الجهاز المحمول ....ينامون في غرفة نومنا ....بل بجانبنا أحيانا

نتبادل الأفكار والآراء ....والمشاعر أحيانا .....نتفق ....نختلف ...ونبقي زملاء وأحيانا كثيرة أصدقاء

مواقع التواصل الاجتماعي تجمع كل البشر .....وجميع الجنسيات ....من كافة الأقطار بلا حدود أو حواجز

تسافر إليهم وأنت في مكانك ....لا تحتاج فيزه للعبور إليهم .....ولا تحتاج أن تنتظر حتى يفتحون لك الأبواب

وكأننا فجأة التحقنا في نادي المشاهير ....فالأصدقاء والمعجبين حولنا بالعشرات

اعتقدنا في البداية بأننا أكثر حظا من أجيال سبقونا ....كيف لا ونحن جيل النت والمحمول

معارفنا وزملائنا وأصدقائنا حولنا ومعنا .....أما في الماضي كان التواصل مع الزملاء والأصدقاء شاق وصعب

اليوم برسالة نصية ....تتواصل مع الجميع ....وترسل للجميع في وقت واحد رسالة نصية واحدة

تهنئهم بالعيد أو تسأل عنهم

في الماضي كانت أعداد الأصدقاء اقل ......وكانت المحبة واللهفة اكبر ....والمشاعر كانت اصدق

كانت أبواب البيوت مفتوحة حتى لعابر السبيل .....وكانت البيوت تتسع للجميع

اليوم نصل إلى بيوتنا ....نغلق أبوابنا ....وكذلك يفعل الجيران ....الأبواب مغلقة وكلا منا يعيش في عالمه الخاص

نغلق أبواب البيوت .....ونفتح أجهزتنا على العالم من أقصاه إلى أدناه .....ومن شرقه إلى غربه

نتحدث مع أصدقاءنا ...نحكي لهم عن مشاكل يومنا .....يتحدثون معنا عن طبق جديد صنعوه اليوم

يطلعونا عليه .....رائع منظره وشكله .....ولكنه بلا طعم ولا رائحة

نتساءل عن صديق أو صديقة ....زميل أو زميلة لم نتواصل معهم منذ أيام وأسابيع

تجدهم وقد تركوا المكان دون أن يخبروا احد ودون حتى كلمة وداع ......تحتار ...وتسأل

هل فعلا ما كان بيننا صداقة أو حتى زمالة

ثم نغلق الصفحة ونستعد للنوم بعد عناء يوم شاق ......نشعر بالوحدة تعصف بنا

قليلة هي الصداقات الحقيقية التي تولد عبر مواقع التواصل الاجتماعي ....والتي تنتقل إلى حقائق

رائعة تلك التجارب التي تقابل فيها بعضا من قابلتهم في العالم الافتراضي في عالمك الحقيقي

ومؤلمة تلك القصص التي تمر بنا ونمر بها ......وتأخذنا إلى صداقة بلا أصدقاء ...وزمالة بلا زملاء

تعود وتجد نفسك تعاني من الوحدة ....ومن انشغال فكرك على إنسان ترك في نفسك آثر رائع

وغاب فجأة بلا كلمة وداع

وهنا أقول .....ها أنا أعود إلى نفسي .....لا شيء معي سوى خيال وكلمات ...وأنا من آمنت بالصداقة بلا أصدقاء