فصوص لرحلة مفعوصة الفؤاد
لستُ أذكر غيرَ الوقت وهو يشير بأحد أصابعه الإثنا عشر لساعة إنتظار تمتد طولاً و عرضاً
تحكم القَبضةَ على عُنُقَ الصبرِ بخيطٍ سميك غير قابل للإنسحاب .. !! وعلى غيرِ العادة كاَنَت أمسيَةُ الخميس غائبة عن تقاسيمِ زحمتهَا المجملّة بمساحيِقِ الضباب حيثُ مدينةِ [لندن] الهَاربة من شحُوبها وانطواء أزقتِّها في سكونها المرِيب ! .. أمَّا أنَا و هذا العقل المفصُول عن جسدِي بمنّصة اللامتوقع كُنَّا ننتظِرُ تزكيةَ القدَر لعرضٍ لم يكتمل بعد !!... هُناك !! ... مازالَ جسدِي يستسلمُ لمقعد ركَّابِ الطائرَة ويميلُ بمحاذاةِ النافذةَ خلسةَ يختلسُ بِأعينٍ أرقّها الجلُوسُ المطوّل علىَ أجسادِ الركّـاب و أضناهاَ العطشُ على شفاه المضيفات .. ! يسترقُ بتلك الأعين سحابًا وفستانًا من الطير المحلّق في السماء يستُرُ بهِ عورةَ الفراغِ الذِّي غيّم لساعة ونصف على جّو الطائرة .. والذِّي ما انفكَّ يَخنقُنِي ويدفننيِ بينَ الغيوم .. لولا الكتابُ الذِّي أحضرتُه معي بذريعة الصُدفة ووشايةِ السفر.. ! بالأمس فقط ، تخليتُ عن حقيبة أحلامي السابقة بالوطن وإبتعتُ أخرىَ على مقاسِ أحلامَ مغتربة لا أعرفها ولا تعرفُنِي ، ما أذكُرهُ أنّها إبتيعت لي غصبًا بإسم أبٍ و أمُ يدعيَّانِ معرفتهُما المسبقة بها إذ سميّاها مستقبلاً ؟؟! ماهي إلا دقائق و إذا بي أسمع صوتًا يرنّ في أذنِي : ها قد تنقلت الأرواح من ساعة الشُرودِ لساعة الإستفاقة وآن للجسد أن يطئ أرض الغربة مُختطَفاً من حُضنِ الوطن الذِّي أعلنَ منذُ ساعتين وخيبةَ قران طموحاتنَا بمستقبلٍ زائف !! .. وماغير ذلك ، كان كومة من ثرثرات مضيفٍ بالطائرةَ تُصَّبُ في أذنيِ صَبًّا مع شيءٍ من الذبذبات الصوتية المنافقة التي إعتادتها يومياتنا دُون الإستماعِ إليهًا حقًا .. نزلتُ من الطائرة بذريعةِ الخيبة التِّي أحملها من موطنِي إلى هُنا والتي أبت بطريقة أو أخرى مع باقيِ الحمولة الزائدة من أمل و عزيمة و ثبات أجبتُ شوارع لندن بسكوتِي فأناَ و رغمَ فِتنتكِ لم آتِ لِأفرغ من وطنيتي ب بل لأشحن بها أضعافًا يا سادة إلتصقتْ قدماي بأرضِ الغُربة أخيرًا بعد سنواتٍ من الكفاحِ الروحيِ في وجهِ أبيِ والإخلاص الجسدِي في تقبيلِ ترابُ الوطن شبرًا شبرًا .. وها أنَا أخيرًا ملفوفة بحبلِ الدماء أشنقُنيِ بيدي وأخونُ أحلامِي كلها في لحظة معصوبة الأفكار مكبلة الخيار ياَ رأسي .. عُذرًا .. فقد أصابتنِي الغربة بالتخمة الزمنية ، إبحث عن جسدٍ آخر بين طياتِ وطنيِ حيث الروح هناك |
لي عودة تليق فيك
|
تم الختم والتقييم
|
للحروف فخامة
وللمعاني ترف لا يعرفه سوى صاحب القلم المميز والمتمكن وانتِ كذلك.. عباراتك قوية وكتاباتك احترافية سلمت اليمين وسلم القلم وسلم الفكر ولك الزيادة والتقدير |
اقتباس:
تنوري يا نقاء ::.788.:: |
اقتباس:
كثير جدا وكريمة أنت يا عروبة لا عدمتكِ وهذه الاطلالة التي تترقبها حروفي العجاف ودٌ لا ينتهيِ |
الكاتبة القديرة. صبيحه
مفردة تحلّق برام توصيفٍ باذخ كيف لاوانتي الممسكة بزمام السطر شفيف هذا النص مناخ الخيال تسترق من العيون وجهتها . ومن الأرواح دفتها . ومن اللغات لغة . تحمل بصمتها غربة الوحدة والوطن. موجعة مورقة. الحنين دومآ يرافقنا إمتنان يليق بحضوركِ الساطع وشدو حرفكِ .. ود وتقدير ..... |
اقتباس:
يااااه يا نقاء ( شو صعبة الغربة مرة ومرمرتلي حالي) ومهما تغربنا يبقى الوطن يختزل كل المعاني السامية في داخلنا أشكركِ من أعماق قلبي على حرصكِ الدائم للتواجد في مواضيعي ردودك تشبهكِ تماما |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas