منتديات هبوب الجنوب

منتديات هبوب الجنوب (http://www.h-aljnoop.com/vb/index.php)
-   ۩۞۩ هبوب نفحات إيمـــانيــة ۩۞۩ (http://www.h-aljnoop.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   كثرة ذكر الله تعالى (http://www.h-aljnoop.com/vb/showthread.php?t=46601)

غرام الشوق 04-02-2022 05:15 PM

كثرة ذكر الله تعالى
 





كثرة ذكر الله تعالى

ذِكرُ الله تعالى من أحبِّ الأعمال التي أمَر الله بها عباده؛ فلذلك حثَّهم على الإكثار منه، فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الأحزاب: 41، 42]، وأثنى على المكثِرين لذِكره، وأخبَر بعظيم جزائهم، فقال: ﴿ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 35].

وإن مِن أحبِّ صيَغ الذِّكر إلى الله تعالى التسبيحَ والتحميد، والتهليلَ والتكبير؛ فقد قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((أحَبُّ الكَلامِ إلى الله أرْبَعٌ: سُبْحَانَ الله، وَالحَمْدُ للهِ، ولا إلَهَ إلا اللهُ، واللهُ أكْبَرُ، لا يَضُرُّكَ بأيِّهِنَّ بَدَأْتَ))[1].

وعَنْ أبي ذَرٍّ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أُخْبِرُكَ بِأحَبِّ الكَلامِ إلى اللهِ؟))، قُلْتُ: يا رسول اللهِ، أخْبِرْني بِأحَبِّ الكَلامِ إلى اللهِ، فَقال: ((إنَّ أحَبَّ الكَلامِ إلى اللهِ: سُبْحانَ اللهِ وبِحَمْدِهِ))[2].

وصيغ الذِّكر هذه هي الباقيات الصَّالحات التي قال الله تعالى عنها: ﴿ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ﴾ [الكهف: 46]، وقال في سورة مريم: ﴿ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا ﴾ [مريم: 76][3]، وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإكثار منها، فقال: ((اسْتَكْثِروا مِن الباقياتِ الصَّالِحاتِ))، قيل: وما هيَ يا رسول الله؟ قال: ((المِلَّةُ))، قيل: وما هيَ يا رسول اللهِ؟ قال: ((المِلَّةُ))، قيل: وما هيَ يا رسول اللهِ؟ قال: ((المِلَّةُ))، قيل: وما هيَ يا رسول اللهِ؟ قال: ((التَّكْبيرُ والتَّهْليلُ والتَّسْبيحُ والتَّحْميدُ ولا حَوْل ولا قوَّةَ إلاَّ بِاللهِ))[4].

والتسبيح والتحميد هما الكلمتان الحبيبتان إلى الرحمن، الثَّقيلتان في الميزان؛ فقد قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((كَلِمَتانِ خَفيفَتانِ عَلى اللِّسانِ، ثَقيلتانِ في الميزانِ، حَبيبَتانِ إلى الرَّحْمَنِ: سُبْحانَ اللهِ وبِحَمْدِهِ، سُبْحانَ اللهِ العَظيمِ))[5].

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبُّ هذه الكلمات ويحافِظ عليها، فيقول: ((لَأنْ أقول: سُبْحانَ اللهِ والحَمْدُ للهِ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكْبَرُ، أحَبُّ إليَّ مِمَّا طَلعَتْ عَليْهِ الشَّمْسُ))[6].

وليس ما ذكر مِن صِيَغ الذِّكر للحَصر؛ إنما هو للبيان؛ فلذلك تلتحق الحَوْقَلةُ والبَسْمَلة، والحَسْبَلة[7] والاسْتِغْفارُ، ونَحْوُ ذَلِك، والدُّعاءُ بِخَيْرَيِ الدُّنْيا والآخِرة - بها[8].

ومن هنا نجد أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حضَّ أتباعه على الإكثار من الذِّكر، وبيَّن لهم عظيمَ فضلِه، وأنَّه مُقَدَّم على الجهاد بالنَّفس والمال، فقال: ((ألا أُخْبِركُمْ بِخَيْرِ أعْمالكُمْ، وأزْكاها عِنْدَ مَليككُمْ، وأرْفَعِها في دَرجاتكُمْ، وخَيْر لكُم مِنْ إنْفاق الذَّهَب والورِق، وخَيْر لكُم مِنْ أنْ تَلقَوْا عَدوَّكُمْ فَتَضْرِبوا أعْناقَهمْ ويَضْرِبوا أعْناقَكُمْ؟))، قالوا: بَلى، قال: ((ذِكْرُ الله عَزَّ وجَلَّ))[9].

ومثله قوله صلى الله عليه وسلم: ((ما عمل آدميٌّ عملًا أنجى له مِن عذاب الله تعالى مِن ذِكر الله تعالى))، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ((ولا الجهاد، إلَّا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع))، ثلاث مرات[10].

وعن إدامَةِ ذِكر الله تعالى في كلِّ الأحوال يقول معاذُ بن جبل رضي الله عنه: إنَّ آخر كلامٍ فارقتُ عليه رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أنْ قلتُ: أيُّ الأعمال أحبُّ إلى الله؟ قال: ((أن تموت ولسانُك رطبٌ مِن ذِكر الله))[11].

وعندما جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: يا رسول الله، إنَّ شَرائع الإسلام قَدْ كثُرتْ عَليَّ، فَأخْبِرْني بِشَيْءٍ أتَشَبَّث بِهِ، قال: ((لا يَزال لِسانُك رطْبًا مِنْ ذِكْر اللهِ))[12].
فاللهمَّ أعنَّا على ذِكرِك وشكرك وحسنِ عبادتك، ولا تجعلنا عنك ولا عن طاعتك من الغافلين.

[1] أخرجه مسلم في الآداب برقم 2137 عن سمرة بن جندب رضي الله عنه.

[2] أخرجه مسلم في الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار برقم 2731.

[3] انظر: تفسير ابن كثير 5: 161 ـ 259 في بيان معنى الباقيات الصالحات.

[4] أخرجه أحمد في مسنده (3/ 75) عن أبي سعيد الخدري، قال شعيب الأرنؤوط في الحديث: حسن لغيره.

[5] أخرجه البخاري في الدعوات برقم 6043، ومسلم في الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار برقم 2694، كلاهما عن أبي هريرة.

[6] أخرجه مسلم في الذكر والدعاء والتوبة برقم 2695.

[7] الحوقلة: لا حول ولا قوة إلا بالله، والبسملة: بسم الله الرحمن الرحيم، والحسبلة: حسبي الله ونعم الوكيل.

[8] فتح الباري (11/ 209).

[9] أخرجه أحمد في مسنده (5/ 195)، والترمذي في الدعوات برقم (3377)، وابن ماجه في الأدب برقم (3790)، والحاكم في مستدركه وصححه (1/ 673).

[10] ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 70) عن معاذ بن جبل وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.

[11] ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 70)، وقال: رواه الطبراني بأسانيد، وفي هذه الطريق خالد بن يزيد بن عبدالرحمن بن أبي مالك، وضعَّفه جماعة ووثَّقه أبو زرعة الدمشقي وغيره، وبقيَّة رجاله ثقات، ورواه البزار مِن غير طريقه إلا أنه قال: أخبرني بأفضل الأعمال وأقربها إلى الله؟ وإسناده حسن.

[12] أخرجه أحمد في مسنده (4/ 188)، والترمذي في الدعوات برقم (3375)، وابن ماجه في الأدب برقم (3793)، والحاكم وصححه (1/ 672).




العذوب 04-02-2022 11:12 PM

رد: كثرة ذكر الله تعالى
 

https://img1.liveinternet.ru/images/...23_RRSRR_1.png


باااارك الله فيك وفي جلبك
وطرحك الطيب وجزاك الله عنا كل خير
وكتب لك اجر جهودك القيمه اشكرك
وسلمت الايااادي على رووعة جلبك وطرحك
لاتحرمينااا عطائك الراااقي دمتي وتحيتي لك
بانتظااار جديدك القااادم تقديري
وكوني بخير


https://img1.liveinternet.ru/images/...23_RRSRR_1.png








































نجوى الروح 04-02-2022 11:22 PM

رد: كثرة ذكر الله تعالى
 
الإكثار من ذكر الله، من أعظم الأسباب
في طمأنينة القلوب، وفي راحتها،


شكرا لك لنقلك المميز
مودتي

كايد الجرح 05-02-2022 12:07 PM

رد: كثرة ذكر الله تعالى
 
موضوع في قمة الروعه
لطالما كانت مواضيعك متميزة
لا عدمنا التميز و روعة الاختيار
دمت لنا ودام تالقك الدائم

فتى الجنوب 07-02-2022 12:18 AM

رد: كثرة ذكر الله تعالى
 
يعطيك العافيه على الطرح
المخملي والموضوع المثمر انتظر
القادم من طروحاتك بكل شوق

الوافي 07-02-2022 09:34 AM

رد: كثرة ذكر الله تعالى
 
جزاك الله خيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــر
موضوع مهم جدا وتذكير ربي يجعله
في ميزان حسناتك
وجعله المولى شاهداً لك لا عليك
لاعدمنا روعتك

دمت في رعاية الله وحفظه

جوري 11-02-2022 07:29 PM

رد: كثرة ذكر الله تعالى
 
يعطيك العافيه ع الفائده
بارك الله فيك


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas

تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant