منتديات هبوب الجنوب

منتديات هبوب الجنوب (http://www.h-aljnoop.com/vb/index.php)
-   ۩۞۩ هبوب نفحات إيمـــانيــة ۩۞۩ (http://www.h-aljnoop.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص ‏من الأموال والأنفس (http://www.h-aljnoop.com/vb/showthread.php?t=48552)

نجوى الروح 12-03-2023 02:53 AM

ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص ‏من الأموال والأنفس
 







السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

















يقول الله تعالى في سورة البقرة :
( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ
وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ
وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ
مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ *
أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ
وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) البقرة/ 155 – 157
فيخبر سبحانه أنه لا بد أن يبتلي عباده
بالمحن ، ليتبين الصادق من الكاذب ،
والجازع من الصابر ، وهذه سنته تعالى
في عباده ، كما قال سبحانه :
( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ
وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ) محمد/ 31 ،
وقال عز وجل : ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ
لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ) [الملك/ 2
فتارة بالسراء ، وتارة بالضراء من خوف
وجوع ؛ فإن الجائع والخائف كل منهما
يظهر ذلك عليه ، قال تعالى : ( بِشَيْءٍ مِنَ
الْخَوْفِ وَالْجُوعِ ) أي : بقليل من ذلك ؛ لأنه
لو ابتلاهم بالخوف كله ، أو الجوع ، لهلكوا ،
والمحن تمحص لا تهلك .
( وَنَقْصٍ مِنَ الأمْوَالِ ) أي : ويبتليهم أيضًا
بذهاب بعض أموالهم ، وهذا يشمل جميع
النقص المعتري للأموال من جوائح سماوية ،
وغرق ، وضياع ، وأخذ الظلمة للأموال من
الملوك الظلمة ، وقطاع الطريق وغير ذلك .
( وَالأنْفُسِ ) أي : ذهاب الأحباب من الأولاد ،
والأقارب ، والأصحاب ، ومن أنواع الأمراض
في بدن العبد ، أو بدن من يحبه ، ( وَالثَّمَرَاتِ )
أي : الحبوب وثمار النخيل والأشجار كلها
والخضر ، ببرد ، أو حرق ، أو آفة
سماوية من جراد ونحوه .
فهذه الأمور، لا بد أن تقع ، لأن العليم
الخبير أخبر بها ، فإذا وقعت انقسم
الناس قسمين : جازعين وصابرين ، فالجازع ،
حصلت له المصيبتان ، فوات المحبوب
بحصول هذه المصيبة ، وفوات ما هو
أعظم منها ، وهو الأجر بامتثال أمر الله
بالصبر ، فرجع بالخسارة والحرمان ،
ونقص ما معه من الإيمان ، وفاته الصبر
والرضا والشكران ، وحصل له السخط
الدال على شدة النقصان .
وأما من وفقه الله للصبر عند وجود
هذه المصائب ، فحبس نفسه عن التسخط
قولا وفعلا ، واحتسب أجرها عند الله ،
وعلم أن ما يدركه من الأجر بصبره أعظم
من المصيبة التي حصلت له ، فهذا قد
صارت المصيبة نعمة في حقه ، فلهذا
قال تعالى : ( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) أي : بشرهم
بأنهم يوفون أجرهم بغير حساب .
ثم وصف الله الصابرين بقوله :
( الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ ) وهي كل
ما يؤلم القلب أو البدن أو كليهما
مما تقدم ذكره .
( قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ ) أي : مملوكون لله ، مدبرون
تحت أمره وتصريفه ، فليس لنا من أنفسنا
وأموالنا شيء ، فإذا ابتلانا بشيء منها
فقد تصرف أرحم الراحمين بمماليكه
وأموالهم ، فلا اعتراض عليه ، بل من
كمال عبودية العبد علمه بأن وقوع
البلية من المالك الحكيم ، الذي هو أرحم
بعبده من نفسه ، فيوجب له ذلك الرضا
عن الله ، والشكر له على تدبيره ، لما هو
خير لعبده ، وإن لم يشعر بذلك .
ومع أننا مملوكون لله : فإنا إليه راجعون
يوم المعاد ، ليجازي كل عامل بعمله ،
فإن صبرنا واحتسبنا وجدنا أجرنا موفوًرا
عنده ، وإن جزعنا وسخطنا ، لم يكن حظنا
إلا السخط وفوات الأجر ، فكون العبد لله ،
وراجع إليه ، من أقوى أسباب الصبر .
( أُولَئِكَ ) الموصوفون بالصبر المذكور
( عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ ) أي : ثناء وتنويه
بحالهم ( وَرَحْمَةٌ ) عظيمة ، ومن رحمته
إياهم ، أن وفقهم للصبر الذي
ينالون به كمال الأجر ،
( وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) الذين عرفوا الحق :
وهو في هذا الموضع علمهم بأنهم لله ،
وأنهم إليه راجعون ، وعملوا به :
وهو هنا صبرهم لله .
ودلت هذه الآية على أن من لم يصبر
فله ضد ما لهم ، فحصل له الذم من الله
والعقوبة والضلال والخسار ، فما أعظم
الفرق بين الفريقين وما أقل تعب
الصابرين ، وأعظم عناء الجازعين ، فقد
اشتملت هاتان الآيتان على توطين
النفوس على المصائب قبل وقوعها ،
لتخف وتسهل إذا وقعت ، وبيان ما تقابل
به إذا وقعت ، وهو الصبر ، وبيان ما يعين
على الصبر ، وما للصابر من الأجر ،
ويعلم حال غير الصابر بضد حال الصابر .
وأن هذا الابتلاء والامتحان سنة الله
التي قد خلت ، ولن تجد لسنة الله تبديلا .

وقد هون الله على عباده شأن المصائب ،
بما وعد من البشارة الصالحة والوعد
الحسن في قوله : ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ
أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر: 10] ، قال الأوزاعي :
ليس يوزن لهم ولا يكال ، إنما يغرف
لهم غرفا . "تفسير ابن كثير" (7 /89) هذا
في الآخرة ، وفي الدنيا : فروى مسلم (918)
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ : ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ
فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ : إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا
مِنْهَا إِلَّا أَخْلَفَ اللَّهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا )

وقال تعالى : ( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي
الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ
قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ *
لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا
آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) الحديد/ 22، 23
وهذا من أعظم السلوى ؛ فإن العبد
إذا علم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ،
وما أخطأه لم يكن ليصيبه ، وأنه لو قدر
شيء لكان ، استكانت نفسه .
وقال عكرمة : " ليس أحد إلا وهو يفرح
ويحزن ، ولكن اجعلوا الفَرَح شكرًا والحزن صبرًا "
انتهى من"تفسير ابن كثير" (8 /27)
وراجع :
"تفسير الطبري" (3 /219]) – "الجامع لأحكام القرآن"
(2 /174) – "تفسير ابن كثير" (1 /467)
– "تفسير السعدي" (ص 75)
والله أعلم .







[/COLOR]

المركز الأعلامي 12-03-2023 02:21 PM

رد: ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص ‏من الأموال والأنفس
 
نقل مميز بوركت جهودك

العذوب 12-03-2023 11:27 PM

رد: ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص ‏من الأموال والأنفس
 

https://bayanbox.ir/view/86977688811...042738-469.gif




باااارك الله فيك وفي جلبك وطرحك
الطيب
جزاك الله عنا كل خير
وكتب لك اجر جهودك القيمه اشكرك
وسلمت الاياااادي ويعطيك ربي العافية
لاتحرمينااا عطائك دمتي وتحيتي
بانتظااار جديدك تقديري وكوني بخير




https://bayanbox.ir/view/86977688811...042738-469.gif























































فتى الجنوب 13-03-2023 07:03 PM

رد: ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص ‏من الأموال والأنفس
 
حيه معطرة بالورد
اهديها لكم على هذا الموضوع القيم
راق لي جداا ماقرأته هنا
شكرا لكم على جمال طرحكم
ننتظر جمالا كهذا الجمال وأكثر
أطيب التحايا وارق المنى

الوافي 14-03-2023 09:20 PM

رد: ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص ‏من الأموال والأنفس
 
جزاك الله الجنه ونعيمها
بوركت جهودك الجميله ،،
وسلمت أناملك لجمال اختيارك
بانتظار جديدك القادم بشوق

أبو مشاري 17-03-2023 01:06 PM

رد: ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص ‏من الأموال والأنفس
 
لكم من الابداع رونقه
ومن الاختيار جماله
دام لنا عطائكم المميز والجميل

كايد الجرح 17-03-2023 07:40 PM

رد: ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص ‏من الأموال والأنفس
 
موضوع في قمة الروعه
لطالما كانت مواضيعك متميزة
لا عدمنا التميز و روعة الاختيار
دمت لنا ودام تالقك الدائم


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas

تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant