منتديات هبوب الجنوب

منتديات هبوب الجنوب (http://www.h-aljnoop.com/vb/index.php)
-   ۩۞۩ هبوب نفحات إيمـــانيــة ۩۞۩ (http://www.h-aljnoop.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   شتات الأمر وانفراطه (http://www.h-aljnoop.com/vb/showthread.php?t=45337)

كايد الجرح 18-08-2021 11:29 AM

شتات الأمر وانفراطه
 
روي أن النبيﷺ كان يستعيذ من "شتات الأمر"، يعني: تفرقه وعدم انضباطه؛ أن تخبط في حياتك خبط عشواء، تنشغل عما ينفعك بما لا ينفعك، وتقدم ما حقه التأخير، وتؤخر ما حقه التقديم، يتناثر وقتك الذي هو بعضك فيما لا طائل تحته، وذلك في أمرك كله؛ في العلم والعمل والعلاقات والاهتمامات والأوقات.

يشبه هذا الشتات للأمر تعبيرٌ قرآني آخر، وهو: (انفراط الأمر) قال الله: ﴿ولا تُطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا﴾، قال السعدي: ﴿وَكَانَ أَمْرُهُ﴾ أي: مصالح دينه ودنياه ﴿فُرُطًا﴾ أي: ضائعة معطلة!

وأعظم ما ينتظم به الأمر ولا يتشتت= وضوح المعنى الكبير في هذه الحياة (=العبودية) واستشعاره على الدوام. معرفةُ غاية الخلق الهدفُ الذي تتجه له كل الأهداف الأخرى وتنتظم به.
وأعظم أدواء هذا الاستحضار: الغفلة، واتباع الهوى. ودواؤهما: الذكر والتذكير؛ تأمل:﴿أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه﴾.

دوام الذكر والتذكير تحصل به يقظة القلب للإنسان، وتندفع به الغفلة المسببة لهذا الداء، ويتفطن به مواضع الهوى من مواضع الحق. قال ابن عثيمين، رحمه الله، في وصف هذا الذي انفرط عليه أمره: "تجده يبقى الساعات الطويلة وهو لم يحصِّل شيئًا، لكن لو كان قلبه مع الله لحصلت له البركة في جميع أعماله".

طبيعة الهوى واتّباعه: التفرقُ وعدم الانتظام؛ لأن شهوات النفس وإراداتها متقلبة تقلبًا كبيرًا، ولا يضبطها ضابط. وطبيعة الدوران مع الحق حيث دار وإرادته: الانسجام والانتظام؛ حينما يكون "نجم الشمال" بالنسبة لكل خياراتك: موقع هذا الاختيار من إرادة الله تعالى؛ هكذا تنتظم أمورك ولا تنفرط.

ويزيد حالة الشتات هذه إذا انضاف لها مع شهوات النفس وأهوائها= أهواءُ غيرها من الناس، وهؤلاء -سلمك الله- هم من أشقى الناس.
- وهل يتتبع أحد أهواء غيره؟
- نعم، ألست ترى اليوم -مثلا- ما تخلقه الحياة المادية، في تمظهراتها المختلفة، في شبكات التواصل وغيرها= من مشاكلة لرغبات الآخرين وأفكارهم وقناعاتهم؟!

- طيب، حالة التذكر والاستشعار الدائم لغاية الخلق وللمعنى الكبير من هذه الحياة كيف تتحقق؟
- أعظم ما يحققها التعرض المستمر والمتكرر للقرآن العظيم. سُمِّي القرآن "ذِكْرًا" لهذا المعنى، القرآن ينتشلك من الشتات والانفراط في كل مرة تتغشاك فيها سُحُب الغفلة، ويذكرك من أنت وإلى أين تسير!

القرآن لا يُجَرّب، بل حقه الإقبال عليه بيقين؛ لكن تجوّزًا أقول: ألست طرقت كل باب تبحث فيه عن صفاء الروح وإشراقها وعُدتَ صِفرَ اليدين؟! جرِّب أن تتعرض للقرآن، تعرض الموقن أنه كلام الله، تعرضا مستمرا متكررا، وحدثني بعدها عن صفاء الصورة التي ترى بها الأشياء، واتضاح الغاية، واستشعار المعنى!


عروبة وطن 18-08-2021 01:54 PM

مَتَصَفَحَ جَمَيَلَ يَسَتَحَقَ اَلَقَرَاَءةٍ وًّاَلَمَتَاَبَعَةٍ
جَلَبَ مَمَيَزَّ وًّاَخَتَيَاَرَ جَيَدَ
نَنَتَظَرَ جَدَيَدَكَ دَاَئَمَاَ

الوافي 18-08-2021 02:10 PM


طرح رائع كروعة حضورك
اشكر ك علي روعة ماقدمت واخترت
من مواضيع رائعه وهامة ومفيدة
عظيم الأمتنان لكَ ولهذا الطرح الجميل والرائع
لاحرمنا ربي باقي اطروحاتك الجميلة

زهرة ايلول 18-08-2021 03:05 PM

طرح هادف وفيه الخير الكثير

الف شكر لمجهودك الرائع

العذوب 18-08-2021 09:28 PM


https://lh3.googleusercontent.com/pr...K6DTEXVs5_0oUZ


دوام الذكر والتذكير تحصل به يقظة القلب للانسان
وتندفع به الغفلة المسببة لهذا الداء
ويتفطن به مواضع الهوى من مواضع الحق
قال ابن عثيمين في وصف هذا الذي انفرط عليه امره
تجده يبقى الساعات الطويلة وهو لم يحصِل شيئااا
لكن لو كان قلبه مع الله لحصلت له البركة في جميع اعماله
بااارك الله فيك وفي طرحك القييم
احسنت الجلب والطرح اشكرك وسلمت الايااادي
دمت وتحيتي لك تقديري وبانتظااار جديدك كون بخير



https://lh3.googleusercontent.com/pr...K6DTEXVs5_0oUZ




































Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas

تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant